مرحي.. جسور الأمل والرجاء..

   
 


 

 

الصفحة الرئسية

Contact

Guestbook

مجلة التقويم الذاتى

عملية التوثيق في البحث الالكتروني

مواقع مفيدة

مرآة التاريخ : د . عثمان السيد

=> في الكلام السوداني

=> مدنية عطبرة في الأدب السوداني

=> مرحي.. جسور الأمل والرجاء..

 


     
 

 

مرآة التاريخ – "رؤيا ورسالة"

مرحي.. جسور الأمل والرجاء..

 

إن وسائل المواصلات ووسائطها المختلفة ما هي إلا مقياس للمدنية والحضارة.

     د. عثمان السيد محجوب

 

*توطئة:

المعروف أن الإقليم الشمالي السوداني الممتد من حجر العسل شمال الخرطوم وحتى وادي حلفا يعد إقليم الصحراء منذ الأزل البعيد، حيث اجتهد بنوة في.. الاعتماد علي العلم والمعرفة وأسسوا كل السودان بقوة وساهموا في وضع اللبنات الأولي للدولة السودانية، ولكنهم تجاهلوا بكبرياء إقليمهم وولاياتهم التي إلي حين قريب لا رابط لها سوي خط السكة الحديد الذي أنشأه الاستعمار ليربط الإقليم الشمالي حتى كريمة والخرطوم وبورتسودان عن طريق عطبرة ومن ثم يتواصل المشوار عبر البواخر النهرية إلي السودان الشمالي.

ومن هذه المعاناة تولد الإبداع عند أهل الشمال فصاغوا إلحانهم شعراً في القطار والبواخر ونسجوا منها أروع الثقافات، ومن جلاميد الصخر ومن نبت.. مزروعاتهم حيث انتشرت في باقي السودان رخاءاً انداح في كل الاتجاهات. تفرقوا في كل السودان بحثاً عن الرزق والحياة الكريمة وإعمار الأرض.. دون من ولا أذي أو جهوية.. حتى جاء سد مروى.. ذلك المارد العملاق.. مشروع اجتثاث الفقر في السودان..جاء بعزيمة الرجال يحمل البشريات والخيرات لكل أهل البلاد.

ولإكمال مشروع القرن كان لابد من نهضة كبيرة تصاحب قيام المشروع العملاق في بنياته التحتية. فبدون الطرق المسفلتة لا يمكن نقل واردات وآليات المشروع. ولا يمكن ربطه بباقي أجزاء الوطن ليهم خيرة كل أركان البلد. ولما كان النيل يعد منبع الخيرات ومصدر إلهام أهل الشمال وعليه يقع المشروع الكبير إلا أن العبور بين ضفتيه يشكل عائقاً أساسياً للتمنية ولا يوجد عليه جسر واحد في الشمال بعد جسر شمبات شمال الخرطوم، لذا كان لزاماً علي المشروع إنشاء أربعة كباري رئيسية علي النيل حتى تكتمل حلقات الربط والتواصل ويتم عناق الضفتين في تلك المناطق في أربع حالات لأول مرة. وعلي خلفية ذلك تقوم وحدة تنفيذ السدود بإنشاء أربعة جسور علي النيل. الرئيسي في ولايتي نهر النيل والشمالية علي هذا النحو:

*أولاً: كبري الصداقة.. "مروي – كريمة":

وبعد أول هذه الجسور حيث يبلغ طوله 395 متراً وعرضه 20.5 متراً بمسارين في كل اتجاه مع مسار للمشاة في.. جانب ويربط بين مدينتي مروي وكريمة من منطقة البركل "شبا" وتقوم بتنفيذه شركة صينية بمنحة تبلغ 12.8 مليون دولار. وقد بدأ العمل فيه في 2004م وقطع شوطاً كبيراً ويتوقع الانتهاء منه بمشيئة الله في يونيو 2007م.

ومن أهم مميزات هذا الصرح انه يربط بين مروي وكريمة ومن ثم.. يساعد في نقل وتوزيع الحركة القادمة من مروي وكريمة وبالعكس ويساهم في ربط الحركة القادمة من شمال السودان، ويعتبر حلقة الوصل بين كريمة ودنقلا ومروي وعطبرة.. وبشكل رأس الرمح في نهضة الولاية الشمالية بالإضافة إلي إسهامه في النهضة السياحية والصناعية والخدمات بالمنطقة والمشاريع الزراعية، ويعتبر أول الكباري التي قررت الوحدة تنفيذها علي النيل الشمالي.

*ثانياً: كبري الدامر – أم الطيور..

ويبلغ طوله 836 متراً وعرضه 20.5 متراً وبنفس مواصفات كبري "مروي – كريمة" بتمويل حكومة السودان بتكلفة عشرة مليارات دينار. وتشارك شركة "دانفوديو للطرق والجسور" في تنفيذه. وقد بدأ العمل فيه في مارس 2006م وينتهي في عشرين شهراً من البداية.

ومن أهم مميزاته أنه يربط ضفتي نهر النيل عند مدينتي عطبرة والدامر.. لأول مرة ومن ثم يسهم في انسياب الحركة القادمة من بورتسودان إلي ولاية نهر النيل والشمالية عبر طريق بورتسودان.. عطبرة، كما انه يهيئ الولاية لمستقبل صناعة الاسمنت ويساهم في الاستثمار السياحي في الولايتين وزيادة الرقعة الزراعية فيها، كما يربط كل مدن وقري غرب النيل بالطريق الرئيسي وميناء بورتسودان.

*ثالثاً: كبري شندي – المتمة:

ويعتبر أول ثمرة تعاون مصري – سوداني في هذا المجال ويبلغ طوله 600 متراً وعرضه 20.5 متراً، وبنفس مواصفات الكباري السابقة. وتقوم بتصميمه شركة دار الهندسة العالمية. وتنفيذ المقالون العرب وشركة بترو هلب. أما التمويل فتقوم به حكومة السودان بتكلفة 7.6 مليار دينار سوداني. وقد بدأ.. العمل فيه في يناير 2006م وينتهي في مارس 2008م.

ولقد ظل هذا الجسر حلماً يراود أهل شندي والمتمة والقرى المجاورة. منذ أمد بعيد فجاءت الوحدة وحققت لهم حلمهم. فلا شك أن الكبرى يساهم مساهمة فعالة في تنشيط المشاريع الزراعية بالمنطقة ويزيد من رقعتها الزراعية كما يدفع بالسياحة بالمنطقة. هذا فضلاً عن دوره المنتظر في الربط الاجتماعي بين ضفتي النيل وبالتالي في تقوية النسيج الاجتماعي بينهما، كما أن الكبرى يقع ضمن الخطة المستقبلية لوحدة تنفيذ السدود في المنطقة مستقبلاً، ويلعب دوراً كبيراً في الحركة بين الولايات الأخرى وولاية نهر النيل.. ومد مناطق غرب شندي بالواردات والصادرات من والي ميناء بورتسودان.

*رابعاً: كبرى دنقلا – السليم:

ويبلغ طوله 600 متراً وعرضه 20.5 متراً وبنفس المواصفات السابقة، وتشارك في تنفيذه شركة "دانفوديو للطرق والجسور" بتمويل من حكومة السودان يبلغ 7.3 مليار دينار سوداني، بدأ العمل في أول نوفمبر 2006م وينتهي في 15 سبتمبر 2007 بمشيئة الله.

ويعتبر هذا الجسر الرابط الرئيسي بين ضفتي النيل في أقاصي الولاية الشمالية وحلقة الوصل بين كريمة ودنقلا وأم درمان ودنقلا وطريق "السليم – حلفا".. ويلعب الدور الرئيسي في نقل الحركة الحالية والمستقبلية بين مصر والجماهيرية.. الليبية وباقي ولايات السودان. كما أنه يرفع مستوي المنطقة الاقتصادي والزراعي.. وينشط الاستثمار السياحي ويمتن من النسيج الاجتماعي بالولاية.

هذه الكباري الأربعة الرئيسية علي النيل تقوم وحدة تنفيذ السدود... بإنشائها والإشراف عليها لصلتها المباشرة بمشروع سد مروى ومشاريع السدود.. المستقبلية بالولايتين.

وقديماً قالوا: "إذا أردت امة نامية.. فارصف لها طرقاً".. وقبل إنشاء سدي مروى كان ضرباً من الخيال أن يري شارع من الإسفلت مرصوفاً في تلك المناطق ذات الطبيعة التضاريسية الوعرة التي تكثر فيها الرمال والوديان.. والمنحنيات والتعاريج وكما كان إنشاء تلك الكباري لزاماً وضرورياً للمشروع.. فإن إنشاء عدد مقدر من تلك الطرق الغرض منها هو خدمة مشروع سد مروى وانسياب حركة وأرادته بسهولة ويسر وإستشرافاً للمستقبل حتى تتمكن الوحدة من إنشاء عدد من السدود المقترحة علي النيل. وأهم تلك الطرق: 

1.    طريق شريان الشمال (310 كلم):

أنشاه أنباء الشمال بالجهد الشعبي من طبقة واحدة مما جعله يتصدع من أوله إلي آخره ولذا لزاماً علي الوحدة إعادة رصفه. ويمتد من أم درمان إلي منطقة الملتقي عند منحني النيل بطول 310 كلم. هذا وينتهي العمل في كل محاور الطريق في سبتمبر 2006م بمشيئة الله. 

2.    طريق مروى – عطبرة (262 كلم):

ويربط ما بين مروى وعطبرة بالضفة الغربية للنيل. بدأ العمل فيه 2 أكتوبر 2005م وينتهي بنهاية عام 2006م. وتكتمل حلقاته بعد اكتمال كبرى الدامر وطريق هيا – عطبرة، ويربط بين ولاية نهر النيل والولاية الشمالية. كما انه بعد من اكبر – المشاريع التي تساهم في تنشيط صناعة الاسمنت ومواد الخزف والمايكا في السودان. هذا فضلاً عن انه يمثل الرابط السياحي لكل آثار الشمال: من الخرطوم إلي النقعة والمصورات وأهرامات البجراوية ومن ثم يعبر النيل إلي مروي لمعاينة آثار نوري ومروي، ثم العبور كبري الصداقة إلي كريمة حيث آثار البركل والكرو ومن ثم العبور إلي دنقلا العجوز وحضارة كرمة.     

3.    طريق كريمة – دنقلا (172 كلم):

ويربط مدينة دنقلا والأجزاء.. الشمالية للولاية بالميناء.. ويعتبر وصله قارية للحركة القادمة من مصر وشمال السودان لبقية ولايات السودان وسيسهم إسهاماً فعالاً في تغيير نمط الحياة للولايتين.. وفي استقرار العرب الرحل في المنطقة.

 

وسلام.... وألف سلام يا تنمية.... 

 

 

                              

 

والله الموفق،،،

 
 

Today, there have been 1 visitors (1 hits) on this page!

 

 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free