أستاذ/ عبد الحميد السجاد الشيخ
في الأدبيات التربوية الموجودة، انقسم الرأي حول أفضل المداخل لوضع المنهج بين أولئك الذين يرون بوّجوب أن يبدأ التصميم بتوضيح أهداف المنهج مثل تيلر (1949) وأولئك الذين يعتقدون انه يجب أن يبدأ ببيان المحتوي الذي سيتم تعليمه مثل ستنيهاوس (1975) علي العموم هناك دعم لمدخل الأهداف ميلر (1975) كمب (1985) راونتري (1974).
يتضمن مدخل الأهداف لوضع المنهج بصورة منظمة، اتخاذ القرار والفعل في خمس من الخطوات الرئيسية:
الخطوة الأولي: التحليل الموقعي
الخطوة الثانية: تشكيل الأهداف
الخطوة الثالثة: اشتقاق المحتوي
الخطوة الرابعة: انتقاء الطرق المناسبة ووسائل التوصيل
الخطوة الخامسة: تحديد إجراءات التقويم والجداول المتعلقة
وبغض النظر عن المستوي الذي نعمل فيه سواء كان كلية، قسم، وحدة، أو علي مستوي المحاضرة فان جميع الخطوات الخمس تكون مشمولة بصورة أو بأخرى.
وسنلقي نظرة علي كل خطوة:
الخطوة الأولي: التحليل الموقعي:
حين نقوم بتبني التحليل الموقعي فإننا نحاول فهم المحيط الذي سيطبق فيه المنهج، والغرض وضع منهج فعّال، فمن المهم أن نحصل علي فهم واضح لكل من الطالب الذي يمثل هدف المنهج، والمجتمع الذي يعيش فيه.
معلومات مفيدة عن الطلبة:
يمثل الهدف المطلق للمنهج في مساعدة الطلبة علي التعلم، ويهدف وضع منهج مناسب، تبرز الحاجة لمعرفة المعلومات التالية التي تخص الطلبة:
- الخلفية والتجربة الأكاديمية.
- الدافعية.
- أساليب وعادات التعلم.
- المعلومات السكانية.
معلومات مفيدة عن المجتمع:
يعيش الطلبة الذين نصمم لهم المناهج في بيئات متعددة. لذا من المهم معرفة تلك البيئات التي يعيشون فيها والتي من المرجح أنهم سيعملون فيها. أن مثل تلك المعلومات ضرورية تهدف وضع مناهج تكون ذات صلة بالمجتمع ويجب آن تتضمن:
- احتياجات وتطلعات المجتمع.
- الخلفية الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية للمجتمع.
- الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية.
الخطوة الثانية: تشكيل الأهداف:
ما هي الأهداف؟
عند القيام بتشكيل الأهداف، فإننا نحاول توجيه السؤال التالي: ما هو الغرض من تدريس ذلك المنهج؟ بعبارة أخرى، ماذا يتوجب علي الطلبة أن ينجزوا كنتيجة لأخذهم المنهج؟ الأدبيات التربوية بمصطلحات مثل الأهداف والغايات والأهداف المحددة، المقاييس والي ذلك.وتشير جميعها إلي تعبيرات تتم عن الغرض والقصد. وتستخدم المصطلح العام، أهداف، بالإشارة إلي تلك المصطلحات بطريقة عامة، مع ذلك، فان من الضروري، لأغراضنا في هذه الورقة، التميز بين اثنين من المصطلحات، الأغراض، والأهداف السلوكية، وسنقوم فيما يلي بتوضيح معاني تلك المصطلحات.
الأغراض:
يمكننا التمييز بين الأغراض والأهداف علي أساس درجة الخفض التي يتم معها القيام بالتعبيرات موجهة النظر التي سيتم منها التعبير:
ويعرف واونتري (1986) الأغراض علي أنها:
عبارة عامة عما نتوقعه من المنهج أن يقوم لتحقيقه، وربما يتم التعبير عنها في ضوء ما ستقوم أنت؟ المحاضر، بتقديمه للمتعلمين. واتفق كتاب آخرون مع ذلك التعريف مثل ديقيس (1976) ميلر (1987). ومن هذا، يمكننا استنتاج أن الأغراض هي عبارات عامة سيتم التعبير عنها من وجهة نظر المحاضر، ومن هنا، فان الأغراض ستتضمن أهدافا مثل:
- إعطاء الطلبة معلومات عن العلاقة بين التعليم والتنمية.
- تزويد الطلبة بالتصورات النظرية والمهارات العملية للقيام بالبحث العلمي.
- زيادة الإدراك بالمخاطر الحاصلة في الورش أو المخبرات العلمية.
- زيادة التقدير للآداب الشفهي.
- توضح المفاهيم الرياضية الأساسية.
- تحليل المشكلات التي تتعلق بالتنمية الريفية.
ومن خلال تلك الأمثلة يتضح أن الغايات (الأهداف) غامضة مما يصعب توظيفها في التخطيط الفعلي للمنهج الدراسي. وتختلف تفسيرات التربويين للغايات تبعاً لاختلاف وجهة نظرهم. ومن الصعب قياس فيما إذا كان من الممكن تحقيق الغايات أم لا. لذا، ربما نتساءل عما سيتم الحصول عليه نتيجة توضيح الغايات. وقدم راونتري (1974) الأسباب التالية لتوضيح الأهداف وتلخص حالات الجدل لتعريفها:
- من المفيد تصور الحصيلة الكبيرة للمنهج قبل الانتقال للخصوصيات.
- تعطينا الغايات التأكيد علي أهمية المنهج.
- تعطينا الأساس لتبرير أهدفنا.
- تعطينا الأهداف مؤشراً لطرق التدريس التي يتم انتقاءها.
والآن أخي الأستاذ الكريم فكر بأي منهج تقوم بتدريسه، وكون أهدافه العامة.
وما دامت الأغراض تحدّ من مساحة اهتمامنا. فإنها تقود عملية تكويننا للأهداف. وحين نقوم بتجزئة كل غرض كبير إلي أغراض أصغر، فإن انجاز تلك الأغراض الصغيرة سيقود إلي انجاز الغرض الكبير. وسوف تؤول إلي الأهداف السلوكية.
الأهداف السلوكية:
تمثل الأهداف السلوكية تعبيرات غاية في التحديد للغرض. وبهذا الصدد، يشير ديفيس (1976): إلي أن الأهداف المتخصصة تحاول أن تصف، وبأوضح التعابير، ما سوف يفكر فيه الطالب بصورة دقيقة، أو يقوم به أو ما يشعر به في نهاية التجربة أو الخبرة التعليمية. وبالتالي، فان الأهداف السلوكية تصف الدليل الذي يبحث عنه الفرد لتحديد المدى الذي بلغته عملية تعليم السلوكيات المرغوبة من قبل الطلبة.ويتم التعبير عن هذه الأحداث المرغوبة من وجهة نظر الطلبة، ألي تطبيقه وسلوك متوقع في نهاية المنهج الدراسي، وتبدأ عبارات مثل تلك الأهداف عادة بما يلي: وعند نهاية المنهج/ المحاضرة، يتوقع أن يكون الطالب قادراً علي .................
وفي ما يلي مثال يوضح كيفية اشتقاق الأهداف السلوكية من غاية ما ولتأخذ منهج يكون الغرض منه تنمية الإدراك بالمخاطر الحالية في ورشة ما، يمكن اشتقاق الأهداف السلوكية التالية علي سبيل المثال:
- تحديد مصادر الخطر في الورشة.
- وصف الكيفية التي يتم بها التعامل مع حالات الطوارئ في الورشة.
- اتخاذ إجراءات الوقاية في حالات الخطر داخل الورشة.
إذن تمثل الأهداف السلوكية عنصراً مركزياً في عملنا كمحاضرين لأنها:
(وإلي اللقاء القادم بإذن الله تعالي لكي نعدد الوظائف التي تؤديها مل تلك الأهداف الصريحة.)
وبالله التوفيق................
|